"الاتحادنت" تكشف خفايا واسرار حصن بن عياش بحضرموت
وليد برك بن عباد

استطلاع / وليد برك بن عباد

     في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت تتوافر فيها العديد من المواقع والمعالم الاثرية الرائعة، وحقيقة من يتجول في مدينة الشحر يدرك جيداً مدى الثراء التأريخي والحضاري لهذه البقعة الجغرافية من محافظة حضرموت، فهي تحوي بين ثناياها حواضر وغموض تاريخي ادهش المهتمين بعلم التاريخ وا لاثار ففيها قصور وحصون طينية فاخرة ذات طابع معماري وزخارف بديعية.                                         مدينة السعبة شهداء

     إنهم سبعة رجال.. استشهدوا دفاعًا  عن ارضهم فالاتزال قبورهم واضرحتهم شامحة في وسط المدينة فهي احدى مدن حضرموت ذات التأريخ العريق فعظمه بناء قصورها وحصونها تدل على عظمة تاريخها ولعل ابرز تلك الحصون التعي برزت مؤخرا (حصن بن عياش) هو احد المعالم الأثرية الشهيرة حيث يتربع هذا الحصن في وسط المدينة على تل مرتفع.. فهو حصن منيع ومتين البناء شيد ليُحاكي البناء الهندسي  الهندي التقليدي، ويرجع تاريخ بناءه الى 1868ه- 1888 الذي شيده عبدالله بن عمر القعيطي وتوفي قبل بناءه.

                                      لهذا سمي بن عياش    ويطلق عليه حصن بن عياش نسبةً الى اسرة ابن عياش التي كان يقع احد بقايا قصورها في موضع الحصن وقد بُني هذا الحصن من الحجارة واستخدمت مادة النورة فيه لربطها ببعضها البعض _يذكر بعض من عاصروا البناء من الاهالي ان عجين النورة يتم مزجه بسكر أحمر مذاب في الماء حتى يعطعي للنورة قوتها وصلابتها ولتنجح عملية المزج هذه اقيمت ثلاثة عشر دائرة تعمل فيها الخيول والجمال لعجن النورة بسكرها المذاب في الماء ومازالت ا ثار تلك الدوائر واضحة المعالم في ساحة السوق اليوم امام الحصن مائلة حتى اليوم.       وقد اقيم الحصن على مطبة مرتفععة عن سطح ساحة السوق يصل ارتفاعها الى 50.3متر يتم الصعود اليه عبر طريق في الجهة الشمالية على هيئة درج وفي هذه الجهة يوجد المدخلين الرئيسين للحصن المكون من دورين فكان الدور الاول عبارة عن غرف صغيرة ودهاليز واروقة كما توجد سراديب كبيرة تحت الحصن، كما خصصعت لتخزين المؤن الغذائية والسلاح خصوصاً وقت الازمات واذا حوصر الحصن من قبل الاعداء.       اما الدور الثاني لم يكتمل بناءة حيث رفعت جدرانه الى ارتفاع بلع مترين في جهته الجنوبية والغربية اما الجهتين الشرقية والشمالية فقد بنيت فيها غرف حديثة واستخدمت كفصول دراسية، كما استغل هذا الحصن بعد  استقلال الجنوب عام 1967م كمدرسة نظامية ولكن في وقت قريب افرغ هذا الحصن من الطلاب والآن يتم صيانته في بعض الاماكن واعادة طلاءه بالنورة من الداخل.

                                            اعادته للواجهة

    وعلمنا ان هناك مساع من مكتب الثقافة وهيئة الآثار بالشحر لجعله متحفًا وطنيًا يضم مختلف انواع المقتنيات الأثرية الحربية والمدنية وبعض الادوات المستخدمة في بعض العادات والتقاليد الشعرية سواء كانت في البادية او في الحضر ليكون وجهة لكل الزائرين والسواح لمدينة الشحر سواء أكان من داخل اليمن اومن خارجها وكان هذا الحصن يمثل ابرز المزارات السياحية التي تحتويها مدينة الشحر لسياحة الوافدين لبلادنا وقبل ان تٌصاب حركة السياحة بالشلل التام  خلال السنوات القليلة الماضية.

                                      وأخيرًا

    نرجو الا يستمر هذا الشلل طويلًا وتنقشع جائحة كورونا عما قريب _باذن الله_ لتعود السياحة من خارج الحدود الى اليمن وبشكل افضل مما كانت عليه.

متعلقات