بعث الرئيس علي ناصر محمد رسالة هامة إلى الصحفي علي منصور مقراط مساء اليوم الخميس ال ٢١من ديسمبر ٢٠٢٣م علق فيها على تصريح نشره مقراط اليوم في عدن الغد (رفع علم اليمن في عدن رسالة يجب أن تقرأ صح بعيدا عن ردود الفعل..)
وفي الرسالة سرد الرئيس علي ناصر معلومات وحقائق تاريخية عن مسيرة العمل الوحدوي والصراعات بين شطري اليمن ومحطات واحداث عاشها ودور رفاقه الرؤساء السابقين الشهداء قحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعبدالفتاح اسماعيل بشكل متسلسل منذ نيل الاستقلال في ٣٠ نوفمبر ٦٧م وحتى مغادرته السلطة في مطلع العام ٨٦م .
وكان شاهدا على على أهم مراحل مر بها شعبنا ..
ولأهمية ذلك ننشر رسالة الرئيس ناصر بكامل تفاصيلها دون تدخل في النص :
الاخ العزيز الصحفي الوطني علي منصور مقراط
اطلعت على مقالكم بعنوان “رفع علم اليمن في عدن رسالة يجب ان تقرأ بعيدا عن ردود الفعل”
وأنا اذ أشكركم على ما جاء فيه من ملاحظات وأفكار صادقة وشجاعة نأمل أن يفهمها البعض.
وقد تابعتُ الاحتفالات في كل المدن اليمنية وخارجها، ومنها عدن الحبيبة التي ارتفع فيها علم الوحدة ابتهاجاً بالنصر الذي حققه المنتخب اليمني للناشئين وذلك في أحياء المدينة ومنها شارع المعلا، حيث تعرض أبنائه لاقتحام بعض الاطقم العسكرية لوقف هذه المسيرة التي تحمل أعلام الجمهورية اليمنية والتي جرى انزالها كما علمت وتابعت ولكن الجماهير كانت تهتف بالروح بالدم نفديك يايمن وهذه ليست المرة الأولى، فقد كانت عدن وكافة المدن في الجنوب قبل قيام الوحدة وفي المدارس الحكومية خاصة، يهتفون كل صباح بالروح بالدم نفديك يا يمن،
ويمن ديمقراطي موحد نفديه بالدم والارواح
نناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية.
وكنت أتمنى ألا يحدث هذا الاشتباك مع المتظاهرين الذين يحتفلون بانتصار المنتخب اليمني للناشئين بل كنت أتمنى أن يشاركوا ويحرسوا هذه المسيرة الوطنية. وليست هذه المرة الأولى التي يرتفع فيها علم الوحدة اليمنية في عدن ، بل أنه ارتفع لأول مرة في مدينة كريتر عدن في استاد الحبيشي الرياضي يوم 22 مايو 1990 من قبل الرئيس علي عبد الله صالح ونائبه علي سالم البيض وبمباركة القيادات اليمنية كلها ومشاركة الجماهير التي عمتها الفرحة لأنها كانت تعتبر أن قيام الوحدة هو بداية للثورة الحقيقية في اليمن كما حدثني أحد الأصدقاء ولانهاء الصراعات والحروب بين الشمال والجنوب واستثمار الخيرات الهائلة في اليمن واستقرار اليمن الذي يتمتع بأهم موقع استراتيجي في المنطقة في باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي وبحر العرب والقرن الافريقي.
ولكن الاخطاء التي ارتكبت من بعض القيادات قد اساءت للوحدة، والوحدة منها براء.
فالمسؤول عن الاخطاء هم الذين اول من وقعوا عليها وكان قيامها بضغط من الجماهير ومباركتها ولم يجري الاستفتاء عليها. وقبلت الجماهير بذلك لانها كانت تعتقد ان قيامها هو انتصار لارادة الشعب ضد الحروب التي استمرت لاكثر من 20 سنة منذ عام 1967 حتى عام 1990 واتذكر انه عندما ارتفع العلم اليمني في الاستاد الحبيشي الرياضي ذرفت الدموع من قبل الكثير من الحاضرين وكذا بالنسبة للجماهير.
ولم يكن لي شرف الحضور على التوقيع على اتفاقية الوحدة لانه طُلب مني مغادرة اليمن باتفاق الطرفين
ورحبتُ بذلك من أجل الأهداف العظيمة لهذه الوحدة ولهذا الشعب الذي عانى من الصراعات والحروب بين الشمال والجنوب مع أنني اول من وقع اتفاقية الوحدة في القاهرة بين الشمال والجنوب في 28 أكتوبر 1972 مع الاستاذ محسن العيني في جامعة الدول العربية. وساهمتُ بجهود متواضعة مع كل القيادات اليمنية ابتداءً بالرؤساء قحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعبد الفتاح اسماعيل
على طريق الوحدة بوقف الحروب بين الشمال والجنوب ووقف حروب المنطقة الوسطى شمال اليمن التي استمرت لأكثر من 12 عاماً وأدت الى عدم الاستقرار شمالاً وجنوباً وكان البعض مع هذه الصراعات والحروب بحجة تحقيق الوحدة اليمنية عبر الحسم العسكري بل أن البعض من الطرفين تشكلت له مصالح من استمرار هذه الحروب ولا يريدون نهاية لها وكنتُ ضد ذلك وأن الوحدة لن تتحقق بالحرب بل ستتحقق بالحوار واحتكمنا بعد ذلك للغة الحوار لتحقيق الوحدة بدل عن السلاح وبعد ذلك أقمنا المجلس الأعلى بين الشمال والجنوب على طريق الوحدة عام 1981 عند زيارة الرئيس علي عبد الله صالح لعدن.
كما أنجزنا دستور الوحدة بين الشمال والجنوب بعد عام 1981.
كما اتفقنا على تدريس مواد الجغرافيا والتاريخ وحالت أحداث 86 دون تحقيق الأهداف التي كنا نسعى إليها بتحقيق الوحدة اليمنية بطريقة متدرجة وليس الهروب
للوحدة أوالهروب منها.
ونحن لا نعفي انفسنا منذ 67 وحتى قيام الوحدة من ارتكاب بعض السلبيات والاخطاء أثناء مسيرة التجربة وهذه طبيعة أية تجربة انسانية.
ايها الاخ العزيز المناضل علي مقراط كما تعلمون ويعلم شعبنا ودول العالم أن الوحدة قائمة منذ عام 1990 وحتى اليوم واخر حكومة تشكلت في معاشق تحت علم الوحدة اليمنية والعالم معترف بها في الجامعة العربية والأمم المتحدة وأعلام الوحدة مرتفعة في كل دول العالم والجميع لا يزال يحمل الجواز اليمني ولا تزال عملة الدولة هي الريال اليمني .
ونحن نعرف أن هناك كثير من المشاكل التي يجب حلها عبر الاحتكام للحوار بوقف الحرب واستعادة الدولة برئيس واحد وجيش واحد وحكومة اتحادية واحدة من اقليمين.
بارك الله فيكم
علي ناصر محمد