بين هادي وعيدروس… خيارات الانفصال أم اليمن الاتحادي؟
الإتحاد نت

تحليل: فارس العدني

 

بتجرد وموضوعية، نضع أمام الرأي العام مآلات الواقع الجنوبي منذ اندلاع الحرب في العام 2015 وحتى اليوم، مستعرضين مسارات التحول، وقراءات قادة المشهد الجنوبي، وعلى رأسهم الرئيس عبدربه منصور هادي، واللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في ما يخص مستقبل الجنوب، بين خيار الدولة المستقلة وخيار اليمن الاتحادي.

 

هادي… مشروع الدولة الاتحادية

 

الرئيس عبدربه منصور هادي تبنى مشروع الدولة الاتحادية من ستة أقاليم، مؤمنًا بأن الحل الجذري لمشكلات اليمن يكمن في العدالة السياسية والاقتصادية، وإعادة توزيع السلطة والثروة ضمن دولة مدنية حديثة، تحفظ للجميع خصوصيتهم وتكفل التوازن بين الأطراف.

هادي لم يكن ضد تطلعات الجنوب، بل طرح صيغة تعترف بالهوية الجنوبية وتعطي الإقليم الجنوبي (حضرموت وعدن) حق إدارة موارده ومصيره ضمن إطار وطني جامع. كان يؤمن أن الجنوب لن يكون قويًا خارج الدولة، بل في قلبها، شريكًا في صنع مستقبلها.

 

عيدروس… مشروع الاستقلال واستعادة الدولة

 

من جانبه، برز اللواء عيدروس الزبيدي كأحد القيادات التي حملت راية “استعادة الدولة الجنوبية”، ونجح في تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، 

المجلس الانتقالي تبنى خطاب الانفصال بوضوح، ورأى في المرحلة فرصة لإعادة بناء الكيان الجنوبي بعيدًا عن ما اعتبره “الهيمنة الشمالية”، رافعًا شعار تقرير المصير، وسط تباين في مواقفه المعلنة وأدائه التنفيذي على الأرض.

 

من أصاب؟ ومن أخطأ؟

 

الواقع اليوم يُظهر أن الطرفين – 

واجها تحديات مختلفه • الرئيس هادي لم يستطع تنفيذ مشروع الدولة الاتحادية فعليًا، بسبب انقلاب الحوثيين، وغياب الحسم العسكري، وتراخي جبهات الشركاء في الشرعيه وتعقيدات التحالفات الإقليمية.

 • الانتقالي الجنوبي، رغم سيطرته على بعض مؤسسات الدولة في عدن، لم يتمكن من تقديم نموذج حكم متماسك، وواجه تحديات داخلية وخارجية، وسط تراجع الخدمات والانقسام داخل النخبة الجنوبية نفسها. وعدم سيطرته على اتباعه من القيادات التي سلكت منحى الفساد والاستحواذ غير المشروع على حساب تقديم نموذج مقنع لانصاره ومن يدعي تمثيلهم في نطاقه الجغرافي 

 

اليوم، يقف الجنوب عند مفترق طرق:

هل يعيد قراءة التجربة من جديد لصالح حل يحقق تطلعات الناس؟

أم يستمر في التشظي السياسي والرهانات المتضاربة؟

 

بين هادي وعيدروس لم تكن القضية في “شخص”، بل في منهجية إدارة المرحلة، ووضوح الرؤية، وحجم المسؤولية الوطنية.

وربما، آن الأوان ليتفق الجميع على قاعدة واحدة: الجنوب يستحق دولة، لكن لا تبنى الدولة بالشعارات وحدها، بل بالحكمة، والتوافق، والخدمة، والشرعية الشعبية والمؤسسية.

متعلقات