مافيش عميل يصبح زعيم
الإتحاد نت

فارس العدني

 

في عرف الأوطان، لا يكون العميل زعيمًا، ولا يُولد القائد من رحم التبعية والارتهان. فمن رهن إرادته للخارج، وخلع ثوب الكرامة ليكتسي بعباءة الأجندات، لا يمكن أن يكون رئيسًا يُعوَّل عليه، ولا قائدًا يحمل همّ شعبه.

 

الرئيس الحقيقي قائدٌ لشعبه، لا موظفٌ عند من نصّبه.

لكن حين يكون “الرئيس” مجرّد وكيل سياسي، لا يملك قرارًا ولا يرفع صوتًا، فإن معاناة الناس لا تهمه، ولا تحرّكه صرخات الجوع ولا صور الأطفال وهم يبحثون عن الكهرباء والماء والدواء. تراه صامتًا أمام الأزمات، غائبًا عن المشهد، لأن همه ليس الوطن… بل أرصدته، وحاشيته، ومكتسباته.

 

لا يجرؤ حتى على مطالبة من يدّعي أنهم “حلفاؤه” بإنقاذ شعبه المكلوم. لا يفتح فمه بكلمة دعم أو إصلاح أو تدخل إنساني، لأنه يعرف أن مهمته ليست تمثيل الشعب، بل تنفيذ التعليمات. هو مجرد أداة، يُستخدم متى شاءت العواصم ويُركن جانبًا متى انتفت الحاجة إليه.

 

في الوقت الذي يغرق فيه المواطن في الظلام، ويبحث عن قطرة ماء، ودواءٍ لطفله، وخبزٍ لعائلته…

يعيش العميل في بذخ القصور، وينشغل واتباعه بالجبايات والارصده وتحويلاتها، غير مكترث لوطنٍ ينهار، وإنسانٍ يئن، وكرامةٍ تُسحق.

 

مافيش عميل يصير رئيس او قائد 

لأن القيادة مسؤولية، وليست وسيلة للنهب.

لأن الزعامة تضحية، لا ترفًا واستعلاء.

ولأن الشعوب، وإن صبرت، لا تنسى…

ولا تغفر لمن باعها بثمن بخس.

متعلقات