فارس العدني
زواج آل عفاش كان مناسبة كشفت شيئاً مهماً أن إرث علي عبدالله صالح ما زال جاذباً لجمهور واسع في الشمال، وأن صورة الرجل ما زالت حاضرة رغم مرور السنوات وسقوط صنعاء. لكن هذا الإرث يواجه مشكلة قاتلة: صاحبه المفترض، أحمد علي، يرفض أن يكون بطلاً في معركة يراها الناس معركة وجود.
اليمنيون في صنعاء، تحت قبضة الحوثي، ينتظرون الرجل ليعلن الثورة بنفسه. لكن أحمد علي ظل أسيراً لدور الظل، يراقب من بعيد، بلا كلمة ولا موقف، وكأنه يفتقر إلى الجرأة أو الإرادة، أو ربما اعتاد أن يعيش في منطقة الراحة التي منحته إياها الهالة حول اسم والده.
كان أنصاره يبررون غيابه بالعقوبات الدولية، لكن هذا العذر انتهى. واليوم لم يعد أمامه إلا خياران: أن يتقدم الصفوف ويتحمل المسؤولية، أو يترك الأمر لشخص آخر من العائلة يستطيع أن يفعلها. أما سياسة الانتظار حتى يحرر الآخرون البلاد ثم يأتي هو ليتسلم الحكم، فهي وهم لن يتحقق.
طارق صالح فعل ما لم يفعله أحمد: بدأ من الصفر، وفرض نفسه في المعادلة رغم كل الانتقادات. رجل واضح وصريح، بخلاف الانطوائية التي طبعت العائلة. أما يحيى صالح، فوجوده وعدم وجوده سواء.
تحرير الشمال ليس مهمة مستحيلة إذا اجتمع إرث علي صالح مع روح التسامح والصف الوطني الذي يمثله هاشم الأحمر. مثل هذا التحالف قادر على إسقاط مشروع الحوثي في أشهر، لو توفرت الإرادة.
أما الجنوب، فقد أضاع الكثير من الفرص بسبب الأحقاد الموروثة والانغلاق المناطقي، فبقيت مصالحه أسيرة حسابات ضيقة، بعكس الشماليين الذين أثبتوا قدرة أكبر على تجاوز الماضي لمواجهة الخطر المشترك.