فارس العدني
أن يقوم إعلام الانتقالي بقص صورة الدكتور رشاد العليمي أثناء نزوله من الطائرة في نيويورك، والإبقاء على صورة عيدروس الزبيدي للتسويق بأن الأخير هو “ممثّل اليمن” في اجتماعات الأمم المتحدة، ليس سوى دليل جديد على ضحالة الفِكر وسطحيّة الخطاب الذي يُخدّر به الانتقالي أتباعه.
فهذا الأسلوب يعكس الانشغال بالقشور والوهم على حساب الحقيقة المُرّة التي يعيشها الجنوب في عهد الزبيدي إذ تراجعت الطموحات إلى الوراء، وجرى القبول في اتفاق الرياض بأن تُعالج قضية الجنوب بعد الانتهاء من قضية اليمن الكبرى ودحر الحوثي، أي تأجيل وتذويب للقضية عمليًا. ومع ذلك يُصوّر الإعلام الانتقالي لجمهوره بأن قصّ صورة هنا أو إبراز صورة هناك يُغيّر من الواقع السياسي شيئًا.
والأكثر سخرية أن البعض ذهب يبرّر قصّ صورة العليمي بالتذكير بحادثة قصّ صورة علي سالم البيض بجانب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح. والمقارنة هنا غبية حقًا؛ فهناك كان صالح قد سيطر على الدولة فعليًا، وليس مجرد الصور أما الانتقالي اليوم فحدوده لا تتجاوز قصّ الصور وبعض السفريات وترتيب أوضاع الأقارب، فيما تظل الدولة بالنسبة له مجرّد وهم.