تقرير/ سلوى علي
هدفت من زيارتي مدرسة المزيني لذوي الاحتياجات الخاصة التعرف على الخدمات التعليمية والتأهيلية المقدمة لهذه الفئة من أبناء المجتمع. تُعد هذه المدرسة من المؤسسات التعليمية الهامة التي تقدم عناية خاصة ليكون الطلاب جزءًا لا يتجزأ من نسيج المجتمع. شعرت بأنني اخوص تجربة فريدة ومميزة، وهي الأولى من نوعها. وعلى بوابة المدرسة وجدت مديرة المدرسة أ. خولة الحوري وطاقم المعلمين يستقبلونني بحفاوة وسعة صدر، موضّحين لي كيفية الاهتمام والعناية بشؤون الطلاب ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع. أقسام وحالات الطلاب الموجودين في المدرسة ونحن نتجول في المدرسة تعرفت على الأقسام والفصول البالغ عددها 60 فصلاً و20 قسمًا، ويضم المبنى حوالي 300 طالب وطالبة من مختلف الحالات. منهم مصابون بالتوحّد، وبعضهم مكفوفون أو صمّ، ومنهم مصابون بمتلازمة داون. كما تعرفت أيضًا على طرق تقسيم احتياجات الطلاب وتحديد البرامج المناسبة لهم. ولفت انتباهي الاهتمام النفسي والاجتماعي الموجَّه للطلاب، من خلال تخصيص جلسات للدعم النفسي يقدمها أخصائيون بهدف دمجهم في المجتمع، ومنع شعورهم بالنقص أو العزلة. الفعاليات والأنشطة التي تقوم بها المدرسة شاهدتُ مجموعةً من الأنشطة الثقافية والرياضية التي ينظمها المعلمون، ويشارك فيها الطلاب بحماس. كما لفت انتباهي الأدوار التي يقوم بها الطلاب من تمثيلٍ وغناءٍ وإلقاء شعرٍ ومسابقاتٍ منهجيةٍ تُظهر مواهبهم الرائعة. تقول ريم العبدالله، وهي شابة كفيفة تعمل في مجال الإعلام، وأحد أعضاء المنظمة الأهلية الداعمة للمدرسة: "إن الإعاقة لا تعني العجز، ما نحتاجه فقط هو فرصة عادلة لإثبات قدراتنا. ودعمنا لا يجب أن يكون عملًا خيريًا مؤقتًا، بل واجبًا إنسانيًا مستمرًا يرسخ قيم المحبة والمساواة والعدل لبناء مجتمع شاملٍ سليم دون استثناء، يشارك فيه كل فرد في صنع المستقبل." أبرز التحديات التي تواجهها المدرسة تقول مديرة المدرسة أن التحديات التي تواجهها، تتمثل في نقص الموارد المالية، مما يؤثر على جودة التعليم، إضافة إلى نقص التكنولوجيا، إذ تحتاج المدارس إلى تقنيات متقدمة لمواكبة العصر. بدورها تقول المعلمة أمينة علي، حول البرامج التعليمية بأنها برامج متنوعة، منها تعليم القراءة والكتابة بطريقة برايل. لقد تركت هذه الزيارة أثرًا عميقًا في نفسي، وأثرت على نظرتي لذوي الاحتياجات الخاصة، وضرورة مساعدتهم وتمكينهم من تحقيق أحلامهم، وعدم تعرضهم للتنمر أو التمييز، لبناء عالم يسوده الهدوء والطمأنينة والعدالة.




