بن بريك رجل دولة!
بن بريك قائد المرحلة!
بن بريك خفّض سعر الصرف !
بن بريك طلع !
بن بريك نزل !
بن بريك سافر !
بن بريك عاد من السفر !
بن بريك اجتمع !
بن بريك التقى !
بن بريك أفضل الموجودين !
بن بريك آخر المسؤولين العظماء !
بن بريك...!
بن بريك...!
بن بريك...!
... مشهد متكرر يملأ الفضاء الإعلامي والافتراضي بتمجيد يومي لكل خطوة، حتى ليخيل للمتابع أن اليمن تنهض مع كل اجتماع، وتتعافى مع كل لقاء، وتزدهر مع كل رحلة جوية. أصبحنا أمام ظاهرة تطبيل تتجاوز حدود المنطق حيث تُحوَّل أبسط الإجراءات الروتينية إلى منجزات استثنائية، حتى لو لم تتجاوز حدود الصورة والكلمة.
تمجيد حتى دخوله الحمّام صار يُروى كإنجاز وطني، وتُكتب له التهاني وكأنه حقّق اكتشافًا نوويًا!
لكن، على أرض الواقع، دعونا نتساءل:
هل أعدَّ الميزانية العامة؟ لا.
هل ألغى الإعاشة؟ لا.
هل خفّض النفقات غير الضرورية؟ لا.
هل أعاد تصدير النفط؟ لا.
هل ضبط إيرادات أكثر من 200 جهة حكومية؟ لا.
هل ضبط الجمارك والضرائب ومنع صرفها من المنبع؟ لا.
هل استمر في دفع المرتبات؟ لا.
هل نمّى الإيرادات العامة للدولة؟ لا.
هل قلّص العجز المالي؟ لا.
هل أصلح السعر الجمركي؟ لا.
هل أعاد تشغيل مصفاة عدن؟ لا.
هل عالج أزمة الكهرباء المزمنة؟ لا.
هل نفّذ الإصلاحات التي أقرّها مجلس القيادة؟ لا.
هل...؟ لا.
هل...؟ لا.
هل...؟ لا.
وبالنسبة لتحسُّن سعر الصرف:
هل هو من ضبط الصرافين؟ لا، بل البنك المركزي ومعه السفير الأمريكي لدى اليمن الذي زار عدن قبل عملية الضبط، ووجهه تهديد شديد اللهجة للصرافين..
هل هو من أوقف المضاربة في سوق العملات؟ لا، بل البنك المركزي والسفير الأمريكي..
هل هو من ألزم السوق بسعر صرف موحّد لتحقيق الاستقرار؟ لا، بل البنك المركزي.
هل لجنة تنظيم الاستيراد إصلاح حكومي أم نقدي؟ نقدي بحت يخص البنك المركزي.
ببساطة:
لا شيء فعله بن بريك، لا إصلاح اقتصادي ولا مالي واحد.
ما يُقدَّم كـ«إصلاحات نقدية» على أنها إصلاحات بن بريك، ليس سوى مخرجات البنك المركزي وإدارته الفنية، لا ثمرة قرارات مجلس الوزراء ولا ناتج سياسة اقتصادية واضحة.
إنها حالة مألوفة في المشهد اليمني: تضخيم الأدوار، وتزييف الوعي العام بجرعات من البروباغندا اليومية لتغطية العجز في النتائج، يُمنح القائد كل الألقاب، ولا يُحاسب على غياب الأثر.
وفي النهاية، لا يُقاس القائد بعدد الصور المنشورة ولا بعدد الوفود المستقبَلة، بل بما يُنجز على الأرض، وما يتركه من أثرٍ ملموس في حياة الناس واقتصادهم.
أما التمجيد المفرط فهو سقف زجاجي للوهم لا يبني دولة، بل يُخدر جمهورًا ينتظر معجزة لا تأتي.
وحيد الفودعي


