فارس العدني
بينما تتفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية، يصرّ المجلس الانتقالي على تجاهل هموم الناس والانغماس في حملات ترويجية لا تخدم سوى صورته الإعلامية.
خطاب المجلس لا يزال عالقًا في زمن التسعينات، حيث تُستخدم الشعارات مكان السياسات، والصور بديلاً عن المنجزات، في مشهدٍ يُدار بعقلية قديمة يتصدرها مستشارون ومستفيدون جعلوا من الإعلام وسيلة لتثبيت النفوذ لا لخدمة الصالح العام.
يتجلى ذلك في تضخيم الشخوص والزيارات الهامشية، وفي الانتقائية المفرطة في الصور التي تُجتزأ من لقاءات رسمية لإيهام الشارع بإنجازاتٍ غير موجودة.
لكنّ الشارع اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى، ويدرك حجم التزييف الذي تمارسه المنصات الرسمية، بعدما تحولت إلى أداة لتسطيح الوعي وتبرير الفشل، لا لنقل الحقيقة أو الدفاع عن المواطن.
إن استمرار هذا النهج يعني أن الإعلام الانتقالي أصبح مرآةً للغطرسة السياسية، لا صوتًا للناس، وأن القطيعة بين المجلس والواقع تتسع يومًا بعد يوم في ظل إدارةٍ تكتفي بالتطبيل بدل المعالجة.


