كتبت: منال عمر
علاء الشبواني من ابناء منطقة باجعمان في حاضرة حضرموت مدينة المكلا، بدأ حياته العملية عام 2000م واجهته فيها العديد من التحديات والصعوبات التي تعكس قوة ارادته، وصبره الذي مل من صبره. قصته تُبرز كيف يمكن للفرد أن يبدأ بأعمال بسيطة ومتواضعة كالتنظيف؛ ليصل إلى مناصب قيادية مرموقة، وبطل حكايتنا (علاء ) كانت رحلته الأولى مع قطار العمل في مجال التنظيف، متحديًا الصعاب، ومصرًا على تحقيق ذاته.
في بداياته تنقل للعمل في أماكن عدة، وتحمل الكثير من المشاق في ظروف عمل صعبة ومتعبة، وطريقه لم يكن مفروشًا بالورود حيث كان ايضاً يعمل في مهام بسيطة مثل تقديم الشاي في شركة النفط، وواجه تحديات كثيرة وصعوبات مادية ومعنوية؛ كونه العائل الوحيد لعائلته وما زاد من صعوبة حياته أمه المقعدة على الكرسي المتحرك، وبالرغم من هذه الظروف لم يستسلم وواصل الكفاح والصبر وهو يحاول توفير حياة كريمة لأسرته متجاوزًا الكثير من العراقيل، مستمرا في عمله ودراسته، متمسكًا بطموح ؛ رغبة منه في تحسين وضعه ومستقبله.
° المسيرة والتطور. مع مرور الوقت أثبت علاء جدارته واجتهاده مما مكنه من التدرج في العمل، حتى حصل على مناصب إدارية مرموقة داخل شركة النفط بفضل دعم الأخ خالد سليمان العكبري وإرادته القوية، والتزامه بعمله، مؤديا مسؤولياته بكل حُب، ورغم كبر سن والدته التي تعاني من إلاعاقه إلا أنه ظل بجانبها ويكافح من أجل أسرته. °الدعم والمساندة. كان للأخ خالد سليمان العكبري مدير إدارة الموارد البشرية حينها دور محوري في دعم علاء ومساندته فقد آمن بقدراته والتزامه بعمله، حيث ساهم في فتح الأبواب أمامه للتطور والترقي داخل الشركة وبعد أن تولّى العكبري منصب المدير العام لشركة النفط واصل دعمه لعلاء حيث شجّعه على استكمال تعليمه الجامعي ووافق على التحاقه بجامعة الأندلس لدراسة إدارة الأعمال، وخلال دراسته كان العكبري يتابع تقدم علاء بل اختبره شخصيًا في عدد من المواضيع ليتأكد من اجتهاده.
وعند تخرجه ألقى العكبري كلمة مؤثرة أشاد فيها بإصرار علاء وجهده الكبير، مؤكدًا أنه مثال يحتذى به في عدم الاستسلام أمام التحديات، وفي ختام حديثه أعلن عن تعيين علاء رئيسًا لقسم التشريفات في إدارة العلاقات العامة بشركة النفط تكريمًا لرحلته المثابرة.
° التطور والإنجازات من خلال الاجتهاد والمثابرة استطاع علاء أن يترقى من وظيفة بسيطة إلى منصبين إداريين في الشركة مما يعكس نجاحه في التغلب على الظروف الصعبة وتحقيق النجاح عمل بشكل متواصل واجتهد ليكمل دراسته الجامعية فأنهى أربع سنوات في الجامعة بجانب عمله.
° الوضع الحالي. اليوم علاء يمثل أنموذجًا للنجاح والتفاني فهو يدير أعماله بشكل متميز ويعد مصدر فخر لعائلته ومجتمعه، حيث استطاع أن يوفق بين مسؤولياته العائلية والمهنية، كما أنه لم يبتعد عن والدته وظل يعتني بها بالرغم من الظروف الصعبة.
° دعم من الزملاء عندما التقيت ببعض زملاء علاء الذين رافقوه في مراحل مختلفة من حياته وجدت أن لكل واحد منهم له قصة خاصة معه تنبض بالتقدير والاحترام لما قدمه علاء وما واجهه من تحديات.
يلتقط طرف الحديث فضل حسين الخلاقي، فيقول: كنت أحد أسباب عمل علاء في شركة عدن المتعاقدة مع شركة النفط لأنني لمست فيه شابًا مكافحًا يستحق الدعم ورأيت فيه الطموح والرغبة في التغيير.
أما هاني سالم باطاهر زميله في الجامعة فيشير إلى أن علاء كان ومازال محفزًا لنا؛ فهو يرغب فينا ويدفع بنا لمواصلة الدراسة، ويشجعنا على الرغم من ظروفه وظروفنا الصعبة، ودائما يعطي دفعة معنوية للجميع.
"علاء من وجوه الخير" بهذه العبارة بدأ سالم ريس بن عفيف حديثه معنا، مضيفا بأن علاء من الذين لا يُنسون وقوف الآخرين معه، ودائمًا يرد المعروف لهم، لذا تجده يقف مع الكل في الكثير من المواقف الصعبة.
° عِبرة إن قصة علاء الشبواني تعلمنا أن النجاح لا يأتي بسهولة بل هو ثمرة تعب وجهد ومثابرة وأن الإنسان بإرادته يستطيع أن يحقق المستحيل. يظل علاء مثالًا يحتذى به في العزيمة والإصرار، ويؤكد لنا أن الظروف مهما كانت صعبة لا يمكن أن تمنع الإنسان الطموح من الوصول إلى مبتغاه.


