حسن عياش
البحث عن (النصر) في ثنايا الهزيمة!! مطلع تسعينيات القرن الماضي؛ وفي ذروة الحماس الذي أعقب سنوات التأسيس ؛ ذهب فريق كرة القدم بنادي (النصر العدني) إلى سيئون بحضرموت للمشاركة في التصفيات النهائية للصعود إلى دوري الدرجة الثانية لكرة القدم وعاد من هناك مكللا بغار التتويج؛ وبين أيدي نجومه ورقة اللعب في ثاني أهم دوري كروي في البلاد بعد الدرجة الأولى .
وفي تلك الحقبة أتذكر أن الفريق جمع بين طيف من المواهب ؛ منها المهاري ؛ وفيها القوي الصلب ؛ وصاحب الخبرة؛ وآخرين من العناصر صغيرة السن ؛ لتنجح تلك التوليفة الرائعة في صناعة الانجاز وتطريز قميص النادي الأزرق والأحمر بأول نجمة ؛ في ظل جهود لا تنسى لرئيس النادي حينها أحمد قاسم النعوي(الأب الروحي) للفريق؛ وكل فرق الالعاب في النادي بفترة التأسيس وماتلاه.
بعد ذلك بسنوات نجح الفريق في تحقيق إنجاز مشابه قاده للعودة إلى الدرجة الثانية بعد سقوط إلى (الثالثة) ويومها اعتمد الفريق أكثر على الموهوبين بالفطرة بعد أن ذهب جيل البداية وأفلت نجوم الحقبة الاولى.
وذات يوم ليس ببعيد؛ استطاع الكابتن شرف محفوظ أن يصنع من لاعبي الفريق الذي خاض تحت قيادته نصف تصفيات الصعود في صنعاء؛ استطاع أن يصنع منهم أبطالا باعتماده على الجانب النفسي؛ من خلال ثقة غير عادية غرسها في نفوسهم؛ لكن المشاكل سرعان ما أطلت يرأسها ليترك (شرف) تدريب الفريق؛ وينهار مدماك البناء في مرحلة لاحقة. تذكرت تلك المحطات المهمة في المشوار وأنا أرى هذا الفريق خلال مباراة جمعته مع (شباب المنصورة) لحساب الجولة الثانية من بطولة طيران بلقيس الكروية؛ حيث بدا ( النصر ) فاقدا لأي من مدلولات أسمه؛ ولا يحمل من عبق تلك الأيام سوى زرقة القميص وسمار الوجوه !.
فتشت عن ( الرغبة والحماس) التي كانت سلاح الانتصار لدى الجيل الأول فلم أجد لها أثر؛ بحثت عن موهبة طاغية يستطيع الفريق الاعتماد عليها؛ فطال بحثي حتى تجاوز كل حد ؛ كما قال بعض الشعراء؛ أما عن القوة البدنية وتلك الأجساد التي طالما كانت سمة مميزة لدى عدد غير قليل من لاعبي الفريق فقد أضحت مجرد ذكرى.
رأيت ( النصر) أسما بلا معنى ؛ فتذكرت ؛ وتحسرت؛ ومن دون أن أطلق حكما قد يكون ظالما على من رأيتهم (اليوم) يمثلون الفريق الموجود في أحد أهم مناجم الموهبة الرياضية في عدن (دارسعد)؛ سوف أكتفي بالقول: إن (نصر) كهذا لا ينبغي أن يدوم ؛ والخسارة كل الخسارة للصامتين وأضدادهم الشامتين ؛ إن كانوا سيواصلون الفرجة بأعين لا ترى في كل هذا الاعوجاج عارا..!!