تفرض حالة من الانقسام نفسها داخل المنتخب المصري واللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم برئاسة عمرو الجنايني، في أعقاب مجموعة الشروط التي وضعها محمد صلاح، نجم ليفربول الإنكليزي، وأفضل لاعبي القارة السمراء لعامي 2017-2018 أمام الجهاز الفني للموافقة على الانضمام مستقبلاً إلى المنتخب وخوض المنافسات الرسمية، بعد اعتذاره عن عدم الحضور إلى معسكر الفراعنة المقبل.
وشهدت الكواليس فشل محاولات حسام البدري، المدير الفني للمنتخب، ومحمد بركات، مدير الكرة، في إقناع صلاح "27 عاماً" بالانضمام إلى المعسكر، إلى حين تسوية مطالبه خلال الفترة المقبلة.
ويشترط صلاح الاستجابة لخمسة مطالب لحسم ملف انتظامه في المنتخب خلال الفترة المقبلة، أولها محاسبة عمرو الجنايني، رئيس اللجنة المؤقتة، المسؤول عن عدم التصويت له في جائزة "فيفا" لأفضل لاعبي العالم، وتحديداً بعد التسريبات التي كشفت النقاب عن مسؤولية أحمد مجاهد، عضو المجلس السابق، مع ثروت سويلم، المدير التنفيذي السابق للجبلاية، والكشف عن الأمر أمام الرأي العام، وهو شرط أدبي يرفض صلاح التنازل عنه.
في الوقت نفسه، يشترط نجم ليفربول الإنكليزي على اللجنة المؤقتة حسم ملف الرعاية والإعلانات الخاص به الذي تأجل أكثر من مرة في ولاية هاني أبو ريدة وإعداد عقد بينه وبين الاتحاد، ينص على تحديد عدد مرات ظهوره في صور المنتخب، وكذلك الإعلانات للشركات الراعية للجبلاية، ما لم تتعارض مع الشركات التي يرتبط بعقود رعاية معها.
وتمثل الشرط الثالث بوضع الجهاز الفني نظاماً جديداً في المعسكرات، يتمثل بمنع وجود الشركات الراعية والقنوات الفضائية بصورة كاملة واختيار فنادق مغلقة للمنتخب فقط في المعسكرات المقبلة، منعاً للاختلاط بالجماهير، وهو شرط يراه صلاح مهماً بعدما غاب التركيز عن اللاعبين في معسكره الأخير مع المنتخب حينما خاض منافسات كأس الأمم الأفريقية في مصر، وودع خلالها الفراعنة المنافسات من دور الستة عشر في فضيحة مدوية.
أما الشرط الرابع فيتجسد في استدعائه فقط إلى المباريات الرسمية للمنتخب، وفي حد أقصى إلى مباراتين وديتين في العام الواحد، بداعي دخوله في عامه الثامن والعشرين، ورغبته في توفير طاقته البدنية للمواجهات الصعبة فقط، حفاظاً على بريقه الذي يعيشه حالياً برفقة ليفربول والمنتخب.
ويطالب اللاعب كذلك، كشرط خامس، منح صلاحيات واضحة لقائد المنتخب المنتظر اختياره من جانب الجهاز الفني لضمان عدم تكرار سيناريو تحميل اللاعبين، "وهو أحدهم، مسؤولية الأزمات الأخلاقية"، وتجنب تكرار تجربة أحمد المحمدي، نجم أستون فيلا الإنكليزي، الذي ارتدى شارة القائد في أمم أفريقيا الماضية، وكان بطل واقعة إعادة عمرو وردة إلى المعسكر، ورفض قرار إبعاده عبر بيان رسمي وقتها للاتحاد، دون معرفة اللاعبين.
يشار إلى أن صلاح نقل شروطه إلى الاتحاد المصري عبر وكيل أعماله رامي عباس، الذي تواصل هاتفياً مع حسام البدري وبركات في الفترة الأخيرة، بعد تجنب صلاح الرد على اتصالات البدري.
من جانبه، أكد عمرو الجنايني رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد الكرة المصري في تصريحات للصحافيين، أن الجبلاية في طريقها لوضع خطة عمل احترافية للمنتخب في المرحلة المقبلة، وهناك تفويض إلى الجهاز الفني ومدير الكرة محمد بركات، لعرض تصوراتهما على اللجنة المؤقتة، بما يتناسب وقيمة منتخب الفراعنة وامتلاكه لاعبين كباراً، من بينهم محمد صلاح، أفضل لاعبي القارة السمراء.
وأشار الجنايني إلى أن أية أزمات لاحقت نجم المنتخب المصري في معسكرات سابقة سيجري تجنب تكرارها، خاصة أن الفريق مقبل على خوض منافسات التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2021، وتصفيات أفريقيا المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في قطر٢٠٢٢.
ويُذكَر أن صلاح اعتذر عن عدم وجوده برفقة المنتخب المصري في معسكره الجديد المنتظر أن ينطلق خلال أيام لملاقاة بتسوانا، في أول ظهور له تحت قيادة حسام البدري، المدير الفني الجديد.