رسالة مفتوحة إلى أحمد عوض بن مبارك: ارحل غير مأسوف عليك!
الإتحاد نت

فارس العدني

 

ليس نكاية، ولا تصفية حسابات، ولا تبعاً لانحيازات سياسية، وإنما من صميم الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطن اليمني اليوم نقول:

أنت أسوأ رئيس حكومة مرّ على اليمن منذ تأسيس الدولة الحديثة.

 

منذ تسلمك رئاسة الحكومة، تدهورت الخدمات حتى وصلت إلى الحضيض، بل إلى ما دونه.

الكهرباء في عدن، التي يفترض أن تكون العاصمة المؤقتة، تنقطع لأكثر من 12 ساعة متواصلة، لتعود بعدها بالكاد ساعة واحدة، ثم تعيد الناس إلى ظلام دامس يخنقهم في صيف قائظ لا يرحم.

 

معاناة الناس وآلامهم لا تعنيك بشيء.

تهتم جيدًا بترتيب زياراتك المصورة بعناية تامة، وتحشد الكاميرات والابتسامات المصطنعة، بينما الشعب من حولك يموت قهراً وجوعاً واحتراقاً من لهيب الصيف دون كهرباء ولا ماء ولا أدنى مقومات الحياة الكريمة.

 

يُروج أتباعك أنك “خيار الضرورة” وأنك مدعوم إقليميًا ودوليًا، وهي فرية كبرى يتخذها الضعفاء غطاءً لحماية كراسيهم المهترئة لفترة مؤقتة.

وحتى إن افترضنا جدلاً أنك مدعوم، فأين هو هذا الدعم من معاناة الشعب؟ لماذا لم يُستخدم لتحسين حياة الناس الذين فرضتك الأقدار عليهم مسؤولاً عنهم؟

 

أين نخوتك؟ أين غيرتك؟ أين أدنى إحساس بالمسؤولية؟

لو كنت تملك ذرة كرامة أو إحساس بواجبك، لبادرت بالرحيل فوراً، فالرحيل خير لك من بقاء أصبحت معه عرضة للعنات كل مظلوم، وكل طفل يموت من الجوع أو قهراً أو احتراقاً في صيف عدن الجحيمي.

 

هل قرأت يوماً عن عمر بن الخطاب الذي قال:

“لو عثرت بغلة في العراق لسُئل عنها عمر، لمَ لم تمهد لها الطريق؟”

فأين أنت وأمثالك من هذا المعيار العظيم للعدل والمسؤولية؟

 

وفي النهاية، لا نجد إلا أن نسأل:

من أي طينة أنتم؟

من أي جنس أنتم صيغتم؟

أنتم، ومعكم بقية أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الذين تسابقتم على السلطة بينما تركتم الشعب يتخبط في قاع الجحيم.

 

ارحلوا، قبل أن تصبحوا عبئًا حتى على من صمتوا طويلاً.

متعلقات