القاضي الدكتور عبدالناصر سنيد
القرآن

هناك الكثير من الكتب التي  تصلح للقراءه وهناك الكثير منها لا تصلح لاضاعة الوقت عليها و من بين جميع الكتب استوقفني كتاب واحد  فهذا الكتاب  يجعلك تقف امامه منتبها  متعجبا  لا تشعر معه بالملل و انت تقرأه و تقلب تنايا صفحاته .. تتآمله ببطء تتلدذ بكل مافيه من الكلمات ...  لقد شدني ببلاغتة و حلاوة كلماته ...يحدثنا وباسلوب سلس قشيب عن أحوال الامم السابقه  لناخد منه العبرة والعضه  يبحر بنا في خفايا  الغيب ليحدثنا عن اهوال يوم القيامه ...يذهب بنا بعيدا  يصف لنا بصوره تدهلنا الجنه ومافيها من النعيم تم يعرج بنا إلى جهنم ليخاطب عقولنا بكل مانفهمه من كلمات لنفهم ونستوعب كل مافيها من صنوف العذاب بصوره تقشعر معه ابداننا.  فهو مذهل في بنائه أن أوله نداء يغدقه بالرجاء يشده بالوصف والثناء نجد في ظهرها القصص وفي باطنها العبره و في تناياها النصيحة يعلوها من الوعيد مايدهل به عقولنا ويصبغها من الرحمه مايملاء بها قلوبنا يدعونا و يتودد به الينا لنعبده وحده .. يستعير من كنوز اللغه  ما يضيف إلى المعنى ثراء ويزيد في بناءه قوه..فهذا الكتاب ينقلنا من مشهد الى اخر في طرفة عين ليعطينا صورة بديعه في وصف الأحداث فهو يضعنا أمام الموصوف وكانك بالعين  تراه  و ياخدك في زخم وغبار الأحداث وكانك مشاركا فيه في ابداع ليس له نظير. .    نقف امام كتاب جاء ليخبرنا ببداية  قصتنا  و كذلك نهايتها  باسلوب فيه من الروعه مايجعلنا مندهشين وفيه من الدقه ما يجعلنا منبهرين وفيه من الوعيد مايجعلنا خائفين وفيه من الرجاء مايجعلنا طامعين وفيه من الرحمه مايجعلنا  مطمئنين ان كل هذا جاء في كتاب واحد ليس كتابا من صنعنا  نحن البشر ولكنه كتاب كريم انزله ربنا سبحانه وتعالى  ليكون قرانا ونورا ليس لنحمله بين  ايدينا بل لنتدبره.

* قاضي في محكمة صيره الابتدائيه