يؤكد الرئيس عبدربه منصور هادي في أكثر من محفل حرصه على السلام الدائم ، السلام الذي ينهي المشكلة من جذورها وليس السلام المؤقت الذي يؤسس لدورات عنف جديدة .
قبيل حرب صيف 2015 الظالمة على مدينة عدن المسالمة وقبيل الانقلاب الحوثي الكهنوتي في سبتمبر 2014 ظل الرئيس هادي ينأى بالبلاد عن الحرب حتى اتهمه الكثيرون بالضعف ، فتح صدره ويديه للسلام واستخدم كل الوسائل المتاحة أمام المقامرين بالوطن والدماء والرجال ، وهو الرئيس صاحب المقولة المأثورة : (( سنضرب بسيف السلم الى حيث يصل )) .. لكن سيف السلم قد انقطع مع الانقلابيين الذين اعتقدوا أن صبره عليهم ضعفا ولم يقدروا اجتهاد الرجل في بذل كل ما يمكن من أجل تجنيب البلاد الحرب .
كان الرئيس هادي وكما قال في احدى خطاباته يدرك بأن عاما واحدا في الحرب يصنع من الخراب مالا تصنعه السنين الطوال، وكان يدرك أن الحرب ليست لعبة يمكن أن تنتهي بتلفون أو تفتح بلحظة نزق، كان يعلم إنها حين تشتعل فهي تأكل حتى من أشعلها " فالدم يستسقي الدم والشهداء يتبعهم الشهداء " .
تعامل الرئيس هادي ببصيرة ثاقبة وحكمة بليغة مع دعوات اشعال الحرب التي كان يطلقها زعيم الانقلابيين الحوثيين من كهفه في مران صعدة ، كان زعيم الانقلابيين يهدد باجراءات سقفها مفتوح وهو يتطاول على الدولة ومؤسساتها ، في حين كان الرئيس هادي يعمل ما بوسعه لتجنيب البلاد الحرب ، قال الرئيس هادي : (( كنا ندرك ان الحروب لا تأتي بغير الثأر والجوع والانهيار الاقتصادي والفشل السياسي، بانهيار العملة وفقدان الراتب وضياع الحقوق، ولكن يد الشر ركبها الجنون )) .
هؤلاء المقامرون بالوطن والدماء والرجال الذين اشعلوا الحرب وفجروها هم اليوم يدعون الى سلام لا يرتكز على اسس علمية ، سلام مؤقت زائف يؤسس لحروب قادمة ، سلام لا يحل المشكلة ولا يعالجها بل يذر الرماد على العيون ويدخل الجميع في نومة عسل مؤقتة يفيقون بعدها على تفجر حرب جديدة ، كون الداء لم يعالج والازمة لم تنتهي والأسباب لا زالت موجودة ، ومحفزات الحرب لم تذهب .
السلام الدائم هو مشروع الرئيس هادي ، سلام يذعن فيه الانقلابيون لقرارات الشرعية الدولية بدلا من أن يتم مكافأتهم على انقلابهم ، سلام ينهي معاناة الشعب المستمرة منذ انقلاب الحوثيين ، سلام تسلم فيه المليشيا الانقلابية اسلحتها للدولة ، سلام يعالج جوهر المشكلة ويعالج كل ما ترتب على انقلاب الحوثيين في 21 سبتمبر 2014م .
السلام الدائم والمستدام والشامل هو مشروع الرئيس هادي ، لا سلاما مشوها ولا سلاما كاذبا ، سلاما يؤدي الى انهاء الانقلاب واستعادة الدولة التي سالت دماء الشهداء من أجلها ، سلاما صادقا يضمن عدم الانقلاب في المستقبل ، ويضمن عدم تكرار الحرب أيضا .
مقالات أخرى